تخطى إلى المحتوى

الغرض الحقيقي من النظام هو ما يفعله

عندما ننظر إلى أي نظام، سواء كان تعليميًا أو إداريًا أو اجتماعيًا، فإن النتائج الفعلية التي يحققها هي التي تحدد غرضه الحقيقي، وليس النوايا أو الخطط المعلنة. من الشائع أن نرى مؤسسات تقدم أهدافًا طموحة مثل تحقيق العدالة الاجتماعية، تحسين الأداء، أو دعم تكافؤ الفرص، لكن الواقع قد يكشف أن هذه الأنظمة تؤدي إلى نتائج مغايرة تمامًا. بناءً على هذا المنظور، يتم الحكم على أي نظام بناءً على ما يفعله وليس ما يدّعيه.

النظام التعليمي: بين الهدف والنتيجة

في مجال التعليم، كثيرًا ما تعلن المدارس والوزارات أن هدفها هو تحقيق تكافؤ الفرص بين الطلاب أو تحسين مستوى التحصيل. ومع ذلك، إن لم تؤدِّ السياسات والممارسات إلى سد الفجوات وتحسين الأداء للطلاب المحرومين، فإن غرض النظام الحقيقي يكمن في نتائجه العملية، أي إنتاج التفاوت وتعميق الفجوات.
هذا يعني أن النوايا الطيبة لا تكفي. إذا كان النظام التعليمي يعزز التفاوت الاجتماعي أو يفشل في دعم الفئات الضعيفة، فإن هذه النتيجة تعكس أن النظام يخدم أهدافًا غير معلنة، سواء كانت متعمدة أم لا.

لماذا الأنظمة تفشل في تحقيق أهدافها؟

هناك عدة أسباب قد تجعل الأنظمة تفشل في تحقيق الأهداف التي وضعتها:

  1. عدم التناسق بين السياسات والتنفيذ:

    • حتى مع وجود خطط جيدة، قد يؤدي سوء التنفيذ إلى إضعاف الأثر المتوقع.
  2. الاهتمام بالعمليات أكثر من النتائج:

    • التركيز على إجراءات شكلية مثل التقارير الورقية أو تحسين التصنيفات بدلاً من تحقيق تقدم حقيقي للطلاب.
  3. غياب المساءلة الحقيقية:

    • غالبًا ما يتم الحكم على الأداء من خلال النوايا أو الشعارات، وليس من خلال ما تحقق على أرض الواقع.

التفكير في الإصلاح: ما العمل؟

يتطلب تحسين الأنظمة النظر بواقعية إلى النتائج التي تنتج عنها، سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة. لا يمكن تجاهل الأثر الفعلي بحجة وجود أهداف طموحة.

  • إعادة التقييم بشكل دوري: يجب أن تكون هناك مراجعات مستمرة لقياس مدى التقدم نحو الأهداف الحقيقية.
  • التركيز على النتائج العملية: من المهم استخدام البيانات لتحديد مدى تحقق الأهداف بشكل ملموس وتعديل السياسات وفقًا لذلك.
  • تغيير الثقافة المؤسسية: ينبغي الانتقال من ثقافة تعتمد على المظاهر والنوايا إلى ثقافة قائمة على المساءلة عن النتائج.

خلاصة

لا يمكن الحكم على النظام بناءً على نواياه أو شعاراته. الغرض الحقيقي لأي نظام هو ما يفعله في الواقع؛ أي أن النتائج هي التي تكشف عن جوهره الفعلي. لذلك، سواء في التعليم أو غيره، يجب أن نركز على ما يحققه النظام فعليًا، وأن نكون مستعدين لتعديل المسار عندما تكون النتائج غير مرضية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *